یهدف هذا الکتاب إلى العنایة بتحلیل الخطاب الأدبی، وعلى وجه التحدید، الخطاب النثری، حیث یتوجه إلى العمل على تنمیة التذوق الأدبی وفهم آلیاته فی القارئ والوصول به إلى إدراک نواحی الجمال فی الصورة الأدبیة، والتفاعل معها، وهذا التفاعل لیس مقصوراً على الشکل الصوتی فقط وإنما تمتد إلى المستوى الدلالی للصورة. وحاول الکتاب أن یضع بین یدیّ القارئ مجموعة من النصوص الأدبیة مع تحلیلها والتعلیق علیها وأهم ما تشیر إلیها هذه النصوص، ولعل أمنیتنا تتحقق هنا بشیءٍ آخر أکثر اهمیة وهو قراءة تلک النصوص من منطلق نقدی تحلیلی یحاول بناء وتطویر الصلة بین الرموز النصیة والمرجعیات التی بنیت علیها. متجاوزة بذلک تلک القراءات التی کانت تلامس القشرة الخارجیة للنص دون أن تلتفت إلى زوایاه، وانما اکتفت بالشرح وتبیین المفردات، وإذا أثبت النص حیویته ودینامیته فهو لم یعد خاضعاً لقراءة واحدة تغلق بعدها الأبواب، وإنما أصبح هذا النص نصاً مفتوحاً قابلاً لقراءات متعددة. والقراءة هی وحدها التی تحیی النص وتنشطه وتحمیه من الجمود والسکون.