الأفكار السياسية في القرن العشرين

للقرن العشرين مزايا عدة من جملتها، العولمة أو الدخول في عتبة العولمة كحد أقل؛ أي إن لهذا القرن وتقلباته أبعاد واسعة في مجال السياسة والاقتصاد والثقافة والتكنولوجيا و... بدرجات متباينة. وبالطبع مجالات هذه العولمة التي كانت ومازالت محل بحث ونقاش المفكرين والأنماط الفكرية المختلفة، كانت قد ظهرت قبل القرن العشرين، ولذلك يمكن وصف حركة الحداثة مسامحة بصفة العولمة. وبالطبع ليس المقصود هنا الكلام عن ماهية الحداثة، إنما التأكيد على أن أفكار وتغييرات القرن العشرين السياسية والاجتماعية منها ليست كباقي المكونات والأمور، ولا يمكن أن نمر عليها دون الالتفات إلى ماهية العولمة وأثرها عليها. إن تعرف أي مؤلف أو باحث على الخطوط العريضة للحداثة هو أمر قيّم بحد ذاته. وإن هذه المعرفة للحداثة تهيء الأرضية المناسبة لفهم موضوعات ما بعد الحداثة والبحث فيها. فضلاً عن أن المواضيع المرتبطة بأصول الحداثة أو الانزياح عن الضوابط ومحاربة الأسس وبعض التوضيحات الأخرى لا يخلو من الفائدة. فصول هذا الكتاب عبارة عن: الفوضوية، والليبرالية، والليبرالية التعددية، والديمقراطية، والتيار المحافظ، والاشتراكية، والماركسية، ومدرسة فرانكفورت، والحركة النسوية، والشمولية، والفكر السياسي وما بعد الحداثة، المفكرون ذوو الانتماءات المختلفة.