تحرير أصول الفقه
يعرف المختصون بان كتاب أصول الفقه الثمين، للأستاذ الراحل آية الله الشيخ محمد رضا مظفر، واجه ترحيباً منقطع النظير من المدرسين والباحثين في علم الأصول بعد تأليفه، وأصبح بعد فترة وجيزة أحد النصوص الرئيسية التعليمية في هذا الفرع، ومن سمات هذا الكتاب التي لا يمكن تجاهلها هي: الإتيان بالقضايا الجديدة لعلم الأصول، وتبني بعض المناهج العلمية الحديثة، وتنظيم الموضوعات تنظيماً مناسباً و. غير انه والى جانب تلك السمات، لا يمكن غض الطرف عن بعض النواقص التي يعاني منها الكتاب. ففضلاً عن شرح بعض القضايا شرحاً مطولاً والتعقيد المفرط، يعاني الكتاب من تجاهل القضايا المهمة مثل الأصول العملية، وهذا ما اخلّ بشمولية الكتاب. نظراً للسمات الإيجابية لكتاب أصول الفقه وقبوله العام في الوسط الأكاديمي والحوزة، من جهة، وكونه أحد المصادر الرئيسية لمادة أصول الفقه من جهة أخرى، اقتضت الضرورة، بأن يتم حل بعض النواقص التي يعاني منها، لكن بالحفاظ على الإطار الرئيس للكتاب. فبغية تحقيق هذا الهدف، تم إعداد هذا الكتاب. حاول مؤلفو الكتاب، ومن خلال إضافة بعض القضايا من الكتب الأخرى، أهمها كتاب الأصول العامة للفقه المقارن، وحذف بعض القضايا المُعاد ذكرها، أو المعقّدة التي يصعب على عامة الباحثين الذين يريدون تعلم كتاب أصول الفقه، استيعابها، أن يقدّموا هذا الكتاب القيم، كنص مدرسي مناسب. في المراجعة الجديدة تمت الاستفادة من خبرات الأساتذة الكرام وقد أجريت تغييرات في النص، على أمل أن ينال هذا الجهد رضا الطلاب وطلبة العلوم الدينية وغيرهم من المهتمين بعلم الأصول.