المناهج الدراسية: النظريات، الاتجاهات والآفاق

إن تعريف المناهج الدراسية بما يتناسب مع المثال المطروح وجذر الكلمة اللغوي يتطابق مع المفهوم التقليدي للمنهج الدراسي الذي يعتمد على أن ثمة مجموعة من القرارات المتخذة سابقاً ومساراً محدداً سلفاً ويقوم المتعلمون على أساس تشخيص المخططين بالسير فيه واجتيازه. إن أبحاث هذا الكتاب هي عبارة عن مجموعة من المقالات كان قد قدمها مؤلف هذا الكتاب للمهتمين بالأبحاث المتعلقة بمجال المناهج الدراسية وتم تنسيق مقالات هذا الكتاب في تسعة أقسام هي كالآتي: تعريف وحدود المنهج الدراسي- تاريخ المنهج الدراسي- النظرية في المنهج الدراسي- النهج (الرؤى الأساسية للمنهج الدراسي)- تصميم المنهج الدراسي- تغيير وتحسين وتنفيذ المنهج الدراسي- التقويم والبحث في مجال المنهج الدراسي- بعض الإنجازات المفهومية وبحث جديد.

تعود جذور مصطلح «المنهاج الدراسي» من الناحية اللغوية للكلمة اللاتينية currere والذي يعني ساحة سباق أو ميدان من أجل الركض. بهذا يتضح لدينا أن وجه الشبه بين ساحة السباق والبرنامج الدراسي يوضح لنا السمتين الخاصتين بالبرامج الدراسية: أولا يجب أن يكون المنهج الدراسي كساحة السباق التي لها خط انطلاق ولها نهاية محددة أي بداية وختام مسار محدد ومعروف مسبقاً. الخاصية الثانية هي أنه وكما في ساحة السياق يوجد موانع على طريق السباق، وأن العبور منها يصبح أصعب بالتدريج، وهكذا فإن المناهج الدراسية تنتقل من السهولة إلى الصعوبة بالتدريج.