مدخل إلى التربية والتعليم في الإسلام (1): فلسفة التربية والتعليم (المجلد الأول)

تمتزج العلوم الإنسانیة في تكوینها الطبیعي بالأفكار الفلسفية والقیم الاجتماعیة فنجد أن العلوم التربویة تتمتع بمیزات خاصة؛ لأنه أولا نجد أنّ فلسفة التربیة والتعلیم أساسا نظریة فلسفية، وثانيا فإن دور التصورات الفلسفية والأنثروبولوجیة والكوسمولوجیة (علم الكون) أشد حضورا في أصعدة التعلیم والتربیة المتنوعة، أكثر من أي حقل آخر. ثالثا، إن الدین الإسلامي حافل بالنظریات الكثیرة في حقول التربیة المتعددة. ومع التنبه إلى هذه الملاحظة الهامة نرى أن مركز دراسات الحوزة والجامعة قام وبمساعدة أصحاب الاختصاص من الباحثین، بتنظیم مسرد شامل لمواضیع ومسائل العلوم التربویة، وقام بتهيئة المخطط الأولی لتأليف الكتب في المحاور الأربعة التالية: أ) أسس فلسفة التربیة والتعليم. ب) المذاهب التربویة ونقدها. ج) الآراء التربویة للمعلمین المسلمین. د) كتابة نظام شامل للعلوم التربویة الإسلامیة. إن الكتاب الحالي یمثل المجلد الأول من هذه المجموعة، التي تدور بحوثها حول جانب من المباحث الفلسفية ومبادئ التربیة والتعلیم. لقد اتسقت موضوعات الكتاب في ثلاثة أبواب وأربعة فصول، عرض الباب الأول (خلاصة تاریخیة في التربیة والتعليم)، وأوضح الباب الثاني (حقیقة التعلیم والتربیة وتعریفها، وتكفل الباب الثالث بیان أبعاد الوجود الإنساني من منظور العلوم والرؤیة الفلسفية، بوصفه موضوعا للتعلیم والتربیة، فيما اشتمل الباب الختامي للكتاب على المصادر الفارسیة واللاتینیة.