الفن البلاغي والإعجاز القرآني

تتضمن الفنون البلاغية أسسا وقواعد يتم تلقينها عادة للخطباء والكتاب والمتحدثين؛ ليعرفوا نحو أي مفردة يقدموا وعن أيها يحجموا؛ لكي يفهم كلامهم على أحسن وجه وأتمه. إن خطاب القرآن هو أسمى وأرفع خطاب، فالقرآن ليس مجرد كلام إلهي بل يحوي بين طياته مضامين سماوية تنظم مسار العلاقة بين العباد والمعبود تعالى، وهي مرشد حريص لعبور قنطرة الدنيا وضامنة للفلاح والسعادة في الدار الأخرى، ومن هذا المنطلق فإن عنصرا آخر يعزز ويقوي دافع الاهتمام بالفنون البلاغية ويرجح كفة تعلمها، يتمثل في أن الكتاب العزيز ومن لحظة نزوله استقطب أنظار الناس إليه، وأمسى مثار بحث واهتمام جميع الحقول العلمية والأدبية والدينية والاعتقادية. واتسقت مباحث الكتاب في أربعة أبواب وستة عشر فصلا، تناول الباب الأول )الفصاحة والبلاغة). وتفرد الباب الثاني بموضوع (علم المعاني). ورصد الباب الثالث موضوع (علم البيان)، متناولا: التشبيه، والاستعارة، والمجاز، والكناية. وبحث الباب الرابع (علم البديع) حيث عرض موضوعات ضمن إطار المحسنات اللفظية والمحسنات المعنوية.