التاريخ المحلي الإيراني في العصر الإسلامي (حتى القرن السابع)

يبحث هذا الكتاب في التاريخ المحلي لإيران حتى نهاية القرن السابع الهجري، ويتطرق إلى عوامل بداية واستمرار هذا النمط من التاريخ، ومراحل نموه وازدهاره، وأنواعه وفتراته. وفقًا للدراسات، بدأ التاريخ المحلي لإيران في القرن الثاني الهجري، وخلافاً للاعتقاد السائد، لم يلعب العامل السياسي وتشكيل الحكومات المحلية في أجزاء مختلفة من إيران دوراً مهماً في تكوينه. استمر هذا النمط من التاريخ حتى القرن السابع الهجري في مجالين عامين: 1. التواريخ المحلية. 2. السير الذاتية المحلية والتواريخ المحلية، التي مرّت بثلاث فترات مختلفة بنهاية القرن السابع الهجري، هي آثار اتبعت إلى حد ما، نمط الكتب التاريخية بالمعنى العام، وعادة ما تحتوي على معلومات حول جوانب مختلفة من تاريخ مدينة أو منطقة ما. تشكل الدراسات التي تتطرق إلى فتح مدن ومناطق من إيران دون غيرها، وكتب الفضائل والأعمال التي تتناول جوانب مختلفة من تاريخ مدينة أو منطقة ما، ثلاثة أنواع رئيسية من التواريخ المحلية، التي تختلف الفترات الزمنية لكتابة كل منها. السير الذاتية المحلية، التي بدأت كتابتها في منتصف القرن الثالث الهجري، هي آثار موضوعها الرئيسي هو سيرة رجال وشخصيات مدينة أو منطقة دون غيرها. معظم هذه الآثار هي أبعد التواريخ المحلية لإيران عن السياسة، وليس بحوزتنا ما يشير إلى تأثير الحكومات في بداية أو استمرار كتابة مثل هذه الكتب. هناك نوعان من السير الذاتية المحلية، الدينية وغير الدينية. تركز السير الذاتية الدينية المحلية بشكل أساسي على السير الذاتية لعلماء الدين وخاصة محدثي مدينة أو منطقة معينة، ولكن في النوع غير الديني، تتم مناقشة السير الذاتية للولاة والأرستقراطيين والشعراء والعلماء بشكل عام. تدل تقلبات كتابة التواريخ الإيرانية المحلية حتى القرن السابع الهجري على تناسقها التام مع صعود وسقوط الحضارة الإسلامية وتدلّ على أن بازدهار العلم في هذه المنطقة، وتغلغل الضعف في أركان المجتمع الإسلامي، تنتهي فترة ازدهار كتابة التواريخ المحلية.