مقدمة في دراسات الحديث في العصر المعاصر

يعدّ حديث النبي الأكرم ص، بعد القرآن الكريم، أهم مصدر لدين الإسلام وفقاً للأوامر الإلهية في الكتاب السماوي للمسلمين. أولى علماء المسلمين منذ صدر الإسلام حتى اليوم، اهتماماً كبيراً بهذا العلم، وعدّوا حفظ الحديث والسنة النبوية واجبهم الديني والأخلاقي. فالآثار والكتابات الكثيرة ومصادر الحديث الكثيرة، لأحاديث النبي ص، تعدّ أفضل دليل على مساعي علماء المسلمين الجبارة، في سبيل الحفاظ على السنن التأسيسية للدين وإحياءها. في العصر الراهن، استمرت هذه الحركة على نطاق واسع، وزادت دراسات الحديث اتساعاً وتنوعاً، فمعرفة الباحثين الغربيين بمصادر الحديث الإسلامي وقضاياه، زاد من نطاق هذه القضايا، وأخرجها من حدود العالم الإسلامي. هذا الكتاب يأتي في إطار التعريف بهذه الدراسات في الحديث الإسلامي، دراسات تضم بين دفتيها جانباً واسع النطاق من علماء المسلمين، الشيعة والسنة، والباحثين الغربيين. أهم ما ورد في الكتاب من قضايا هي كالتالي: موثوقية الحديث الشرعية، والكتاب والتدوين، ونقد الحديث، ووضع الحديث، وتأريخ الروايات، وعلاقة القرآن والحديث، والتجديدية في الحديث.