مفاهيم المسؤولية الاجتماعية التنظيمية: النظريات، والنماذج والتطبيقات

مع ان الاعتراف بالمسؤولية الاجتماعية يعد من المفاهيم الجديدة في العصر الحالي، إلا أنه يعود إلى العصور القديمة، أي في فترة إعداد قوانين حمورابي. وفقاً لهذا المفهوم، فإن المنظمات التي تهتم بالاحتياجات البشرية للأفراد، وتضع رسالتها ورؤيتها الإستراتيجية القائمة على المطالب الإنسانية المتوافقة مع البيئة، تحسن مكانتها في المجتمع، وتعد عنصراً فعالاً في الحفاظ على الاستدامة البيئية.  في هذه المقاربة، فإن جميع المنظمات التي لم تفكر سابقاً إلا في مكاسبها وخسائرها، فإنها وسعت من إطار نظرتها بضغط من الناس وكذلك المؤسسات المماثلة والمنافسة لها، واهتمت بما يتجاوز مصالح المؤسسة البحتة، ذلك انه في وقت ما كان فكرة سائدة مفادها ان المؤسسات مسئولة فقط أمام أصحاب الأسهم وموظفيها، لكن بعد إحداث تغيير في المقاربات الإدارية الجديدة، فانه تم طرح مفهوم المسئولية الاجتماعية كونه مبدأ أساسي في المجتمعات، وفقاً لهذا المفهوم ولما كانت المنظمات وعلى غرار الشخص الطبيعي تعد عضواً في المجتمع، فإنها مثل أبناء المجتمع الآخرين تتحمل المسئولية تجاه محيطها، على هذا يمكن القول بأننا قد دخلنا في عصر مسائلة المؤسسات.