الأنثربولوجيا
Anthropology
لا يمكن تحليل المعنى بمنأى عمن يقدم المعنى، إذا لم يستطيع ان يجد مقدم المعنى المعنى في ذاته، فانه لن يجده في أي قضية أخرى، حتى لو كانت -على حد تعبير نيغل- العظمة الإلهية أو –على حد تعبير استيس-التوهم الأكبر. الأسماء ليست مهمة، فالإدراك الذي يستوعبه المدرك في مجال المعنى- وبعبارة أدق- معنى الذات، من نفسه، تجعله يفسر المدركات الأخرى بنفس الأسلوب، على هذا فان سلب المعنى من العالم، يضرب بجذوره في غياب المعنى في الذات، وغياب المعنى الذاتي -على حد تعبير مفكرين مثل شوبنهاور- يأتي بسبب كون الموت نهاية الإنسان -يعني النهاية والعدم- وأولا فان فهمي لذاتي هو علم حضوري، وثانياً، ان نسبة فهم الذات تتوقف على المرتبة الوجودية للأنا، بعبارة أخرى فالمرء يفهم ويستوعب على حسب المرتبة الوجودية التي هو عليها، على هذا فهناك مدرك باسمي يعرف مدرك باسمي بنفس القدر ونفس القيمة التي يحملها.