السياسة والحكومة في آسيا المركزية
بعد انفصال جمهوريات آسيا المركزية عن الجمهوريات الأخرى، وبالنظر إلى العلاقات الوطيدة بينها، فقد عزمت على إيجاد أنواع جديدة من العلاقات على مستوى المنطقة. وقد تسببت مصادر هذه الجمهوريات المليئة بالمعادن، في أن تكون مصدراً لالتفات القوى العظمى في العالم إلى هذه المنطقة. وهذه الدول – التي كانت حتى قبل تأسيس الاتحاد السوفياتي، تشكل قسماً من العالم الإسلامي – بعد دعايات الشيوعية لمدة سبعين سنة، ومع انهيار الاتحاد السوفياتي، تواجه الآن أزمة الهوية. وهذا الموضوع بدوره أدى إلى تحركات جدية من قِبل الدول المختلفة في المنطقة وفي العالم، حتى تقوم الشعوب الجديدة في المنطقة بتحقيق أهدافها ومصالحها في طريق تشكيل الدول. إن وجود ملايين المسلمين الساكنين في منطقة آسيا المركزية والقرابة التاريخية والثقافية العميقة لشعوب هذه المنطقة، وضع في يدي الجمهورية الإسلامية الإيرانية فرصة ملفتة للنظر. وإن الاستفادة من هذه الفرصة لتحقيق مصالح إيران، مرهونة بالمعرفة الصحيحة والمبنية على وقائع قضايا هذه المنطقة. وقد جاء هذا الكتاب في ستة فصول، وهي على التوالي: الخصائص الجغرافية والتاريخية، والتحولات الاقتصادية، والتغيير في البنية الاقتصادية، ومجتمع الدول المستقلة ذات المصالح المشتركة، وجمهوريات آسيا المركزية في النظام الدولي.