السياسة والحكومة في أوراسيا المركزية
منذ أواخر سنة 1991 م، إذ انحمى الاتحاد السوفياتي من الوجود، ودخلت الخمس عشرة دولة المشكلة لذلك الاتحاد كوحدات سياسية مستقلة إلى النظام العالمي، فقد حدثت تغيرات كبيرة وعميقة في هذه الدول. وعلى هذا الأساس جاء تأليف كتاب عن «السياسة والحكومة في أوراسيا المركزية»، وهذا المصطلح يطلق على جمهوريات بقيت على أثر انهيار الاتحاد السوفياتي. وقد دُرست التحولات التي ساهمت في إيجاد الأرضية لتشكيل الأنظمة الحكومية الجديدة ودساتير هذه الدول في باب آخر من هذا الكتاب. وفي إطار الأبحاث التي كتبت في مرحلة الحرب الباردة كان يُحلل الأمر على هذه الصورة، وهي أنه مع انهيار الاتحاد السوفياتي، أصبحت الظروف مواتية لتصبح هذه الدول ديمقراطية وتنتقل إلى نظام اقتصاد السوق. ونظرةٌ عابرةٌ في مجرى التحولات الاقتصادية لهذه الدول تبين التحديات الكثيرة في هذا الباب. وفي القسم الأول من هذا الكتاب، قُدمت الخصائص العامة والاتجاه العام للتحولات في دول أوراسيا المركزية، حتى يتبين على أساس ذلك الاتجاه تشكيل التغييرات السياسية – الاقتصادية في هذه الدول. وفي هذا القسم، ونظراً لزيادة حجم الموضوعات، فقد اكتفي بالخصائص العامة، حتى تُقدِّم، بنظرة سريعة وحسب الأحرف وليس حسب أهمية الدول، الأرضية من أجل دراسة السياسة والحكومة فيها. وواضح أنه، بالنظر إلى مكانة روسيا ودورها بين هذه الدول، تم تناولها بتفصيل أكثر.