القضايا العسكرية والاستراتيجية المعاصرة
الإستراتيجيا كمقولة عريقة في العلوم والفنون العسكرية أصبحت مفهوماً معروفاً إلى حد ما. بقي هذا المفهوم لقرون عدة في خدمة الآلة العسكرية والحربية للوحدات السياسية وكانت كنجمة تهتدي بها جيوش العالم أجمع، ولكن في بدايات القرن العشرين أصبح لهذا العلم «علوم الحرب وفنونها» استعمال أوسع وأبدع مما فتح مجالات أحدث وأبرع. وهكذا ظهرت مصطلحات مثل «الإستراتيجية الكبرى» و«الإستراتيجية الوطنية» و«الإستراتيجية الشاملة»، إلى جانب مفاهيم مثل «الإستراتيجية الاقتصادية» و«الإستراتيجية الثقافية». إن مفهوم الإستراتيجيا ليس له مكانة وأهمية خاصة في مجال السياسة الدفاعية للبلاد وحسب، بل له أهمية خاصة في المجالات البحثية وعلى المستويات المختلفة. إن أبحاثاً مثل السياسات التسليحية ونزع السلاح وتحديث الصناعات العسكرية وتطوير القوى العسكرية، تقع كلها تحت تأثير الإستراتيجيا، بل إن الأبحاث النظرية مثل تاريخ العلاقات الدولية وبعض المؤسسات الدولية مثل المؤسسات الدفاعية والاتحادات العسكرية أيضاً تتم دراستها ضمن هذا الإطار. إن فصول هذا الكتاب هي كالآتي: مفهوم الإستراتيجيا وتاريخ تكاملها- التعاريف والتعاليم في الحروب- العوامل البنيوية - التسليح- المجمعات العسكرية والصناعية- أهمية وأهداف الحصول على المعلومات- الاستراتيجيات السياسية- الاستراتيجيات العسكرية- التوازن والردع- نزع السلاح- الأمم المتحدة ونزع السلاح- الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف لنزع السلاح.