القاشاني واستخداماته

بعد الفتح الإسلامي، ودعوة الرسول صلّى الله علیه وآله وسلّم إلى التوحید وعبادة الله الواحد، اتجه الناس نحو قبول الدین الجدید، والإیرانیون اقتداء بمن سبقهم من المسلمین أفردوا أماكن خاصة للشعائر الدینیة والصلاة، سمیت المسجد، والمصلى. إنّ الفنانین الساسانیین استشعروا حاجة الدین الإسلامي الذي دخلوه حدیثاً إلى طرازه الفني الخاص به، فصمموا على تقدیم فن جدید ینبع من المزیج الفني القدیم الذین أتقنوه؛ لذا اتجهوا نحو الأعشاب والأشكال الهندسیة التي تتمتّع بقواعد خاصة. واستفادوا من الطابوق (الآجر) الذي یشكل اللبنة الأساسیة لكل عمارة. لقد تمیز الطابوق الطري بمرونته الكبیرة، هكذا ومن خلال التحكم بحجمه، تمكنوا باستمرار، وكل یوم من تزیین زاویة من زوایا البناء. لقد تمكنوا أیضا من تغییر شكل الباحات الرُباعیة إلى ثُمانیة من خلال بناء الأقراط في زوایاها، ثم أبدلوه إلى دائرة، وأما القبة التي كانت عبارة عن دائرة هندسیة فقد أثبتوا فوقها وركزوا في وسط رأسها شكلاً هندسیاً ملائما. تناول هذا الكتاب بعد المقدمة التي جاءت تحت عنوان (روح القاشاني)، عدداً من المباحث في سبعة فصول جاءت كالآتي: الهندسة، والأقواس، والأدوات، والقاشاني، والزخرفة الأسلیمیة (الأرابیسك)، والزخرفة، ونقوش الأطراف.