النظام السياسي والحكومة في الإسلام

الدولة في المجتمع الإسلامي وكما في المجتمعات البشریة الأخرى لا تنحصر مهمتها بالكشف عن وجود مجموعة من المؤسسات، بل إنها تعبر عن وجود اتجاهات وأنماط خاصة للممارسات والسلوكیات التي سمیت حصراً بالمدنیة الإسلامیة، والتي تشكل في الواقع جزءا من المدنیة الإسلامیة. إن الهدف الأساس وراء هذا التاليف، یكمن في جهتین: أحدهما في بحث الإطار المنطقي المنظم لكل واحدة من نظریات النظام السیاسي في الإسلام، والثانية في طریقة استناد هذه النظریات إلى القرآن والسنة، والإجماع والعقل. لقد تم تقدیم ثلاثة اتجاهات نظریة رئیسیة للنظام السیاسي في هذا الكتاب، مثلت الشیعة والسنة والخوارج، ولقد حاول المؤلف أن یقسم كل واحد من الاتجاهات الثلاثة إلى العصر القدیم والجدید، وضمن هذا السیاق؛ ولتوضیح الخصائص العامة لأهم النظریات السیاسیة في الفكر الإسلامي، فقد انصب الجهد على تقییم ومراجعة المناسبات الداخلیة لهذه النظریات، وتأثیرها وتأثرها ببعضها البعض داخل إطار الفكر الإسلامي، وكذلك تأثیرات بعض الحوادث الفكریة الكبیرة خارج إطار الفكر الإسلامي، ومن ضمنها الحداثة الغربیة وتأثیراتها على البنیة العامة لنظریات النظام السیاسي في الإسلام. لقد انفرد قسم خاص بنظریات النظام السیاسي في الجمهوریة الإسلامیة، أما القسم الختامي فقد ضم المصادر الفارسیة والإنجليزية.