التربية والتعليم المقارن

في عصرنا الحالي تولي جميع الأمم سواء كان لها أنظمة سياسية واجتماعية متطورة، أو الماضية في طريق التطور اهتماماً خاصاً لموضوع التخطيط والإصلاحات التعليمية بناء على آخر ما توصل إليه العلم من طرق تعليمية وفنون وتطورات عالمية. إن دراسة تاريخ تحولات النظم التعليمية العالمية يشير إلى أن معظم الدول المتقدمة وفي سبيل تحقيق هذا الأمر قد قامت بالاستفادة من الأبحاث والدراسات والبحوث المقارنة في مجال التربية والتعليم، وقد أعلنت أن هذه البحوث المقارنة هي شرط لازم من أجل تصميم أنظمتها التعليمية الحديثة، وقد أكدت على ضرورة القيام بمثل هذه الأبحاث قبل القيام بأي خطوة من خطوات الإصلاح التعليمي الشامل الذي يؤدي بدوره إلى النمو في المجالات الاقتصادية والثقافية والفنية. نسعى من خلال هذا الكتاب أن نتعرف على المسائل والأصول الضابطة للدراسات المقارنة في التربية والتعليم وفوائد واستخدام مثل هذه الدراسات ورؤى القدامى والخبراء في مجال التربية والتعليم المقارن كي نستطيع التعرف إلى تفسير بعض الظواهر التربوية، وكذلك للقيام بشرح بعض المصطلحات والكلمات المفتاحية بما يخص الدراسات المقارنة في التربية والتعليم، وأن نتحدث عن الطرق الحديثة والمتداولة في الأبحاث المقارنة في مجال التربية والتعليم، وفي النهاية وفي ظل اكتساب مثل هذه معلومات نستطيع الاطلاع على أنظمة التربية والتعليم في البلدين الأكثر تطوراً في العالم بنظرة مقارنة ومن دون أي أحكام مسبقة.