أسس علم التأريخ

مع تقدم العلوم الجريبية وظهور المعرفة الموضوعية، تسلط نوع من التجريبية على أذهان العلماء، وبدأ يُنظر إلى كل شيء من وجهة نظر العلوم الطبيعية والرياضيات. وقد أدى تطور العلم والاكتشافات العلمية المتواصلة إلى أن يعرض العلماء والمفكرون هذا المبدأ، وهو أن على التاريخ أن يحصل مركزاً علمياً ويخضع للاختبار، كالعلوم التجريبية. و تحت تأثير هذه العلمية، ظهرت تبويبات جديدة للعلوم، عن طريق علماء من أمثال جان استيوارت ميل، وهربرت سبنسر، وأغوست كانت، وكلهم كان يؤكد على تفضيل العلوم التجريبية، ويعدون العلوم الاجتماعية، ومن بينها علم التاريخ، فاقدة لخصائص العلوم التجريبية. وفي الجهة المقابلة، أجابهم من يؤيد علمية التاريخ، من خلال مقارنة خصائص التاريخ مع معرفة العلم. كل هذه المناقشات، أوجدت أسس ومبادئ علم التاريخ وأظهرت أساليب جديدة للمعرفة التاريخية ومعرفة الأساليب التاريخية وأخيراً كتابة التاريخ. هذا الكتاب في ثمانية فصول، وهي على التوالي: التعاريف والمفاهيم، وكليات فلسفة التاريخ النظرية، وكليات فلسفة علم التاريخ، وعلمية التاريخ، والمعرفة التاريخية، والعلية والتنبؤ في التاريخ، والتبيين في التاريخ، والأساليب التاريخية.