وضع الحديث ونقده
The Hadith Fabrication and Criticism
یعتبر الحدیث من أهم المراجع التي نتعرف على العلوم والمعارف الإسلامیة من خلالها، وهي المرشد الأمین لسالكي طریق طاعة الله تعالى (طریق السعادة والكمال)، حیث تتجلى أهمیتها على جمیع الأصعدة الحیاتیة للمسلمین، وقد كان الأئمة علیهم السلام أول ناقد للقول والسلوك المنسوب إلى رسول الله (ص) والمنسوب لهم علیهم السلام. لقد رأى الأئمة علیهم السلام جعل الحدیث وأضراره؛ لذا نزلوا بحزم وبأنفسهم إلى میدان المواجه مع هذه الظاهرة الخطیرة، وأرشدوا تلامذتهم إلى هذا الخطر الكبیر وعلموهم فنون مواجهته. استندت بنیة هذا الكتاب على رصد هذه الظاهرة وملاحقتها، متناولاً في قسمین وضع الحدیث ونقده، حیث تناول المؤلف في الباب الأول للكتاب خلاصة تاریخیة، الطرق والدوافع المتنوعة وراء وضع الحدیث، أسالیب مواجهة الوضع، ثم تناول في الباب الثاني المعاییر الرصینة ذائعة الصیت الواردة عن أئمة أهل البیت علیهم السلام. ضم الباب الأول للكتاب أربع فصول، تناول المؤلف فيه بعد عرض المفاهيم العامة حول علم الحدیث، موضوع معنى الحدیث، وموضوع الحدیث الموضوع واختلافه عن الضعیف، نقل الحدیث ونشره، صعوبة الوضع وأضراره. الباب الثاني للكتاب سلط أضواءه على حقیقة نقد الحدیث وأهمیتة، إذ أنّ عملیة نقد الحدیث ظاهرة زامنت كتابة الحدیث وانتشاره الواسع، وأدت الأنواع والمعاییر والمكتسبات المتنوعة لنقد الحدیث، بالإضافة إلى باثولوجیا نقد الحدیث، إلى خلق أجواء وفضاءات بحث كثیرة في هذا الحقل وضمن هذا الإطار. إن نقد الحدیث الذي شغل مبحثاً بل فصلاً مستقلاً، ساهم أیضا من خلال تقدیم العلامات، والمعاییر، والمساعدة على معرفة المعاییر وتطبیقها على الأحاديث المشكوكة؛ في كشف الأحاديث المجعولة.