نافذة على الكتب الرجالیة الشیعیة

أمست السنّة على ضوء ما تتمتع به من ثقة ومصداقیة قاعدة لاستنباط الأحكام الفقهية، وقد انعكس ما خلُد من سیرة المعصومین ومواقفهم علیهم السلام في القوالب الحدیثیة؛ لذا أمسى الحدیث المصدر الوحيد الموصل إلى آراء المعصومین وأقوالهم علیهم السلام بعد عصر الحضور. لكن ما تعرض له الحدیث من حملات وهجمات من الكذابین والوضّاعین، ألزم بضرورة تحري الطرق والعلاجات والمناهج؛ للوصول إلى الأحاديث الصحیحة والحفاظ علیها. وقد أمسى على ضوء النتیجة المتقدمة الأخذ بالأسانید الصحیحة، والتثبت من رواة الحدیث وإخضاعهم للمعیار العقلائي في قبول الأحاديث، هو الطریق الشائع للإمساك بخیوط صحة صدور الحدیث، حتى أمسى الحدیث من دون سلسلة رواته خبرا مردودا لا مجال للتمسك به، وعلى هذا الأساس الكاشف عن ضرورة السند وعظم أهمیته، تضاعف الاهتمام بحالات وسیرة الرواة فردا فردا، وأمسى مرمى للبحث والدراسة. اتسقت مباحث الكتاب في أربعة فصول، فبعد المقدمة التي دارت حول: ضرورة التعرف على الكتب الرجالیة، وصلة علم الرجال بالكتب الرجالیة، وأنماط الكتابات الرجالیة، ولمحة تاریخیة حول الكتب الرجالیة الشیعیة، رصد الفصل الأول تحت عنوان (الأصول الرجالیة الأولیة) الموضوعات التالية: معرفة رجال البرقي، ورجال ابن الغضائري، ومعرفة كتاب (اختیار معرفة الرجال)، ومعرفة كتاب (الرجال) للشیخ الطوسي، والتعرف على كتاب (الرجال) للنجاشي. اختص الفصل الثاني بمبحث (الأصول الثانویة) متناولا آلیات معرفة كتاب (خلاصة الأقوال) وكتاب (الرجال) لابن داود. الفصل الثالث تحت عنوان (الجوامع الرجالیة) عرض الموضوعات التالية: طریقة تأليف وتدوین المجامع الرجالیة، ومعرفة "منهج المقال في تحقیق أحوال الرجال" (جامع رجالي كبیر)، ونقد الرجال، ومعرفة جامع الرواة، وتنقیح المقال في علم الرجال، ومعرفة قاموس الرجال، ومعرفة "معجم رجال الحدیث". واختص الفصل الرابع ب، و(معرفة الكتب الرجالیة التحقیقیة)، حیث تناول هذا الفصل حسب الترتیب، الموضوعات التالية: الفوائد الكتابیة، والقواعد الكتابیة، والكتابات الفریدة. تم تقسیم الموضوعات في هذا الكتاب بشكل موضوعي، واختص كل مصدر رجالي هام بنبذة خاصة به. تضمن القسم الختامي للكتاب أسئلة بحثیة، والمصادر الإلكترونیة لرجال الشیعة، ومصادر الكتاب.