طريقة فهم الحديث
The Way of Hadith Comprehension
إن السلف الصالح من العلماء قام بمسؤولیته على أحسن وجه، في نقل وحفظ التراث النفيس الذي وصلهم عن طریق المعصومین والعلماء العاملین، وباستنفارهم لكل جهودهم في حل وشرح الإشكالات التي اكتنفت الأحاديث، فقد أكملوا خطواتهم الرائدة، التي تجلت في إطارات من الشرح والتوضیح والبیان والتعلیق، والشروح المختصرة والمطولة. لكن ما ینتظرنا في هذا الطریق لیس بقلیل، إذ یجب أن تصب الجهود العلمیة على هذه الكنوز النفيسة؛ بغیة مواصلة الخطى الواثبة، وعلى ضوء المناهج العامة والمستحدثة لصیانة ورعایة الكنوز الحدیثة النفيسة ومحاولة وضع لمسة جدیدة واكتشاف طرق ومناهج تتواصل مع خطى الأولین في حفظ ورعایة الموروث، ودفع الإشكالات المعاصرة التي توجه إلیه بین فترة وأخرى، یمسي هذا الكتاب جهداً عقلیاً جدیداً وخطوة في طریق الریادة الطویل اللاحب. توزعت مباحث الكتاب على ثلاثة أبواب وإثنی عشر فصلاً، تناول الباب الأول تعریف وأداء وتاریخ فقه الحدیث، أما الباب الثاني فقد رصد تحت عنوان (مسیرة فهم الحدیث) الموضوعات التالية: شروط الفهم، وفهم المفردات، وفهم التركیبات، وجمع القرائن، والتعرف على أسباب صدور الحدیث، وبناء الأسرة الحدیثیة، والتنبه للأحاديث المعارِضة، والاستفادة من المنجزات البشریة. وتناول الباب الثالث، عوائق فهم النص، وموانع فهم المراد. تضمنت نهایة كل فصل، مختصرا وأسئلة وبحثا. أدرج في قسم الملاحظات مسرداً بالكتب اللغة العربیة المهمة، والكتب الهامة في حقل غریب الحدیث. ضم القسم الختامي مسرداً بالمصادر والأعلام.