المدارس التفسیریة (1): المفسرون الأوائل، والمذهب الروائي البحت، والتفاسیر الروائیة البحتة

لا تحقق الاستنارة التامة بمعارف القرآن الكریم ولا الاهتداء بأنوار هذا الخطاب الإلهي إلا من خلال التدبر والتمعن في آیاته، ومن هذا المنطلق یمكن تقسیم المعارف القرآنیة إلى ثلاثة مستویات: المستوى الواضح المیسر فهمه لكل المتمكنین من اللغة العربیة، والمستوى الذي یتطلب تفسیراً وتدبراً خاصاً، والمستوى الذي یتطلب تفسیراً كاملاً وتوضیحاً شاملاً من المفسرين. إن التنوع الذي تتصف به آیات القرآن وتتمتع به مستویات الإدراك البشري نظراً لتنوع معانی الآیات، دفع المفسرین إلى محاولة إماطة اللثام عن غوامض آیات الذكر، من خلال تأسیس علم أسموه بـ (التفســیر)، أدى هذا التأسیس إلى تبلور وتكامل ممهدات ساعدت على ظهور طرائق واتجاهات مختلفة في فهم الخطاب الإلهي. قُـسمت الاتجاهات أو المذاهب التفسیریة في هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام: الروائي البحت، والباطني البحت، والاجتهادي. وقد أولیت أدلة كل مذهب توضیحاً ودراسة وتم عرض الآراء المخالفة والموافقة لكل مذهب، والكشف عن نقاط ضعفه وقوته، على ضوء المعاییر التي اعتمدها علم التفسیر(المنهجیة التفسیریة)، وحدد المذهب الأدق والأشد استحكاماً وتماسكاً. تناول المدخل موضوعات ذات صلة بالمفاهيم العامة والمصطلاحات، وبتقسیم المفسرین والتفاسیر إلى طبقات، وفي القسم اللاحق اتسقت موضوعات الكتاب في بابین وأربعة فصول. تناول القسم الأول تحت عنوان (المفسرون الأوائل): المفسرون المـحیطون بجمیع المعاني القرآنیة، والمفسرون الصحابة، والمفسرون التابعون. وأما الباب الثاني فقد اختص بـبحث ( المذاهب التفسیریة والمفسرین)، مسلطاً أضواءه على المذهب الروائي البحت. ضم القسم الختامي للكتاب: المصادر والمراجع، ودلیلاً بالآیات، ودلیلاً بالروایات، ومسردا بأسماء المعصومین علیهم السلام، ومسرداً بأسماء الأشخاص وآخر بأسماء الكتب.