مذهب البروتستانت: التكوين والآراء

تعدّ فكرة الإصلاح في الدين من الأفكار البشرية الشاملة، قلما نجد ديناً لم يشهد ظهور حركات إصلاحية بشكل أو بآخر، فالمسيحية ليست باستثناء عن هذه القاعدة. في القرن السادس عشر للميلاد، قد بدأ مارتين لوثر حركة لإصلاح المسيحية، تلاه شخصيات من أمثال كالفين وزونيجلي، أطلق عليها فيما بعد البروتستانتية. كان يؤمن لوثر والمصلحون الآخرون بان الكنيسة الكاثوليكية، والباباوات، خرجوا عن طريق المسيح الحقيقي لإنقاذ البشرية، ولهذا كانوا يبحثون عن إصلاح هيكل الكنيسة والمعتقدات المسيحية وكذلك إحياء الروحانية في الكنيسة. هذه الحركة الاحتجاجية انتهت في نهاية المطاف إلى تكوين أجزاء مهمة وخالدة في تاريخ المسيحية. هذا ولا يمكن اعتبار مذهب البروتستانت بالأكثر أخلاقية وإيماناً، مقارنة بالمذاهب المسيحية الأخرى، كما لا يمكن تبرئتها من الانحرافات التي لوّثت المذهب الكاثوليكي؛ ذلك أن قادة البروتستانتية الأوائل، وبعدما تربعوا على عرش السلطة، لم يبدوا اقل أشكال التسامح تجاه المعارضين. يتطرق كتاب "مذهب البروتستانت، التكوين والآراء" إلى منشأه، وتاريخه، وتعاليمه، وتقاليده، والعرفان والأخلاق ودور المرأة ومكانتها في البروتستانت، والبروتستانت في العصر الراهن، والمقارنة والنقد وفي نهاية المطاف يوضح الفوارق بين البروتستانتية والكاثوليكية والأرثوذكسية.