البلاغة الجديدة (التنظير لبلاغة البيان والتبيين)

عانت البلاغة التقلیدیة من نقائص، وکأنّها تلفّظت أنفاسها الأخیره في العقود الأخیره، حیث أعلنوا في الغرب الحدیث عن موتها، وتشییع جثمانها علی أکتاف شُعب اللسانیات الجدیده، وحذفوا مادّتها من قاعات التدریس. أما المسلمون عرباً وعجماً فقد احتاروا في أمر هذا المحتضر؛ هل یحیوها من جدید بصدمة کهربائیة؟ أم یواکبوا تیار الحداثویّین وما بعد الحداثویّین، ویضعوها في تابوت الماضي المجید؟! وقد برزت علی الساحة العربیة مشاریح ناقصة لإحیائها، أو لوضع بدائل عنها، لکنها لم تفلح وباءت بالفشل. لذلك نقدّم مشروعنا المتکامل بعنوان بلاغة البیان والتبیین. وقد وظّفنا فیه مستجدّات اللسانیات الحدیثة کالسیمیائیات وعلم المعنی والأسلوبیات وغیرها لنجدّد البلاغة التقلیدیة في صیاغة جدیدة تشمل مقامات وأبواب ووحدات، وترکّز علی بلاغة النص بدلاً عن بلاغة الجملة.